السبت، 13 أبريل 2013

و ضممتني في صدرك


كم تسلب الذكرى من العمر أوقات تحرق صبري فلا أملك سوى الدموع .... لقد كبرت يا أبي ... لا تخف... لم يعد يرهبني الظلام ولا صوت الريح ليلا إذ تصدر صفيرها على نافذة غرفتك ...لا تقلق فما عاد القط الأسود يربكني ...ولقد ملكت من الإرادة كماً أستطيع به مواجة عواقب بعدك عني.... ولقد فشيت 
سرك ...فشيت السر الذي بيننا عندما قمت مساء يومٍ شديد البرد لأخفي بقايا القارورة التي كسرتها فرأيتني و ضممتني في صدرك ثم ألبستني الصوف ليخفف عني البرد ثم قلت لي لم أخبر أحد بأنك الفاعلة...
لكنها الأحلام التي ماتت قبل ميلادها ...أرقتني وأرخصتني كفة الميزان وسلبت ذكرياتٍ عتيقة ....لكنه العزم الذي ولد قبل الآوان ....أوقدني وأعارني رخصة القيادة نحو طريق السعادة ...وأعاد لي ذكرياتٍ عظيمة...

الأحد، 24 مارس 2013

أنني تبت الأن 4

إذاً فهي سماح ...تعرفت عليها وزارتني الليلة و حكت لي قصتها كاملة...لم تكن كئيبة كما توقعت فما زالت تبتسم ...طلبت منها أن تزورني الأربعاء مساءا مثلما فعلت أول مرة فوافقت .خرجت من غرفتي و البسمة تغمر شفتيها ثم أغلقت الباب بهدوء وبعد دقيقة عادت من جديد لتدعوني على حفل زفافها بعد أسبوعين ....
غريبة هي سماح ...قطعة من الأساطير النادرة التي يسبكها التاريخ ويوصمها في صخوره ...
قالتها قبل أن تخرج " لقد شيعت الظروف راحتي لكنها لم تشيع سعادتي....أعينيني على الثبات"

الثلاثاء، 19 مارس 2013

"إني تبت الأن" 3

هل تأنثون أيام الأسبوع أم تذكروها ؟!!
أني أذكرها وأبقي الثلاثاء أنثى تمر مرور الكرام ...دائما تحتل المركز الأول ضمن أيامي العجاف ...لكنها الثلاثاء المختلفة التي فكت عقدة الأيام المنصرمة ... أنتهى الدوام الممقت والإجباري وعدت إلى لوحة مفاتيح هاتفي أتفقد الأخبار ...فجأة رقم جديد يتصل بي ، ليس من عادتي الرد على أرقامٍ مجهولة لكن دافعٌ غريب يوصيني بالرد ...انتظرت قليلا ثم رفعت المكالمة ...بادرت بالسلام لكن ما من صوت إطلاقا ...ثم أغلقت المكالمة ...تكرر المشهد خمس مرات ...وفي السادسة سمعت صوت نشيج بكاء ...هلعني الصوت فتصنعت حديثا يجبرها على الكلام .."فاطمة ردي علي ...تكلمي... أمي تتربص قدومك صباح مساء "
- ردت بصوت مهموم "لست فاطمة"
-"فمن أنت"
- سماح ...
ـ سماح من ؟؟
ـ تعرفت عليك عندما كنا في السنة الأولى من الجامعة 
-عذرا لا أتذكرك 
- تتذكرني الهموم والأحزان وينساني الجميع 
- كفى أختي ...ما خطبك ؟

السبت، 16 مارس 2013

"أني تبت الآن"

مر يومين على الحادثة ولم أعرف الطارق ،أما عن الدفتر المرمي بجانب الباب فلا يحتوي إلا على ملاحظات دروسها الجامعية، فلقد قلبته مراراً وتكرارا تلك الليلة ويبدو أنني لم ألحظ ورقةً منفصلةً بداخله ..فبعدما عت هذا المساء بعد دوام طويل وفي قلبي هموم الفتاة ..مسكت الدفتر فسقطت منه ورقة كتب عليها.."أبي توفي وأنا في عمر الزهور...أمي ماتت على أثر كارثة "جونو"...أختي خدعتني بموعد مع صديقتها مساء يومٍ ما لكنها لم تعد حتى الآن... أخي مدمن مخدرات أخشي منه على نفسي أنا على شفا حفرة من الضياع.. أين المفر أين الطريق ؟؟" ...بكيت وأنا أرد عليها بصوت يصرخ في أعماقي المفر هو الكتاب ...الطريق هو الرشاد..تزعزعت في نفسي حسرات التقصير ولوعة المأساة ...لكنني أبحث عنك يا فتاة ...تعالي فما عاد التردد ينفع ...فقد طرق الرعب بابك وسمع العنف آهاتك ...وتحاشدت الهموم أمام حضرة قلبك ...لا تموتي بحزنك وهمك ...تعالي فغرفتي مفتوحة ...تعالي
                                                      ...يتبع

الجمعة، 15 مارس 2013

"إني تبت الآن"

بدأ السكون يخيم على المكان بعد إختفاء أصوات عجلات حقائب السفر في المجمع السكني ..إنه الأربعاء ..رحلوا لديارهم ما بين أمهم و أبيهم ..وبقيت أنا ما بين المنضدة والحاسوب لإكمال بعض واجباتي ...كانت ليلة ظلماء ساكنة، لكن ثمة أصوات غريبة تصدر بالقرب من باب الغرفة ...أحدها عطسة قصيرة،  ثم أوراق تتساقت عى الأرض ..تجاهلت كل شي لكن ما هلعني هو صوت نحيب فتاة ...ثم تجاهت كل شيء حتى انتصف الليل .رفضت الخروج من الغرفة فهواجس الوحدة تؤرقني ...فجأة سمعت طرق الباب ...عجبت من ذلك من ذا يزورني في هذا الوقت المتأخر ...بل إنه الأربعاء ..لم أرد بشيء ...لم أكن خائفة  ،لكن شكوكٌ تراودني و وساوسٌ تمنعني و وحدةٌ تفصل عقدات جرأتي...والطرقات تلح بالفتح ... وقفت بعزم ثم فتحت الباب ...يمينا ...يسارا ..ما من أحد ، لكنني سمعت صوت خطوات تبتعد عن المكان ،وأسفل الباب كتاب مبلل بالدموع....يتبع


الاثنين، 26 نوفمبر 2012

في مجمع 1

ما أشبه اليوم بالبارحة ... ما زالت أثار أقدامي باقية على تلك الممرات الضيقة ...لم يمض وقت طويل حتى عدنا كما كنا لكن بطعم آخر ...كررت لنفسي النداء فوجدت أن ما من شي يستحق الإهتمام سوى مخدتي التي تمنحني الراحة كي أعيش. ما أسرع تلك الأيام في المجمع السكني حيث رغمت فيها على التذكر و النسيان ...على الضحك و البكاء ... و كأنني في مسرح كبير لتمثيل دور بطولي نهاية حكايته هي البداية ذاتها..هكذا نسجتني الحياة في ثوبها فصرت خيطا رفيعا قابل للخروج من الصف تارة و ومن الإنقطاع تارة أخرى...في مجمع (1) .... قطط عتيقة لا تبرح من المكان لأنه الوطن ... و أثاث قديم يحكي قصة كل طالبة لمسته ... و على مقربة من باب الجناح فتاة تستذكر دروسها ... و صراعات قديمة بين أنفاس الفتاة و نباح الكلب ليلا ...و غيرها من القصص العتيقة الممزوجة بروتين العيش بعيدا عن الوطن.

لكني شيئا مختلف فيه ...لست المشغوفة بالبقاء ولا بالمنحوسة فيه ...فقط أنا هي تلك التي تسبب في إزعاج البقية كما تسبب في إزعاج نفسي باللوم والعتاب .... رعاني الله 
 

الأحد، 30 سبتمبر 2012

أبحرت نفسي

 
عندما صرت وحيدة...
لم أبالي...
لا بصوت الهدهد الشادي
ولا صوت الكناري
لم تسقني أرجلي ....نحو المتاهات البعيدة
عشت نفسي
ونبشت السر من بين ضلوعي ... بين نحري
وتركت الناس بما قالوا وفعلوا
فوجدت النفس ضاقت بالضياع
فطفت ألم من بين الحطام
وبدأت بإصلاح قلبي
قبل إصلاح الأنام

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

عندما نتغير ... فننتصر

يا بشرى يوم جديد..
كبشرى المطر في عام عجاف
كضوء البدر ... وميلاد الربيع
عندما تغرق اللحظات في لحظة واحدة
وتجمدت بقية الأحداث...
وبقى صوتك ..
أحلى أناشيد الوداعة والترحاب...
وحل التغيير ...وثورة الارتقاء و الفتوحات
وابتهج الليل بميلاد جديد
ميلاد قلب جديد
ولاح في الأفق مراسيم الترحيب
وكأنني ولدت من جديد
أجل !!!
ولدت من جديد
وخرجت من بوتقتي لأعلن الثورة و الانتصار
بعد سنين السبات ...
سعادة غامرة
إحاسيس جياشة
عيون خاشعة
نفوس مطمئنة
عندما نتغير ... فننتصر

الخميس، 27 سبتمبر 2012

ما زلت أسأل يا أخي !!!

ما زلت أسأل يا أخي !!!
لماذا لم ترتدي أختي السواد عندما خرجت لاستلام شهادة تخرجها ؟؟؟ 
رغم أنها تيقنت أن الوزير والخادم سيراها
بل ما زلت أسأل يا أخي !!!
لماذا سمحت لها أنت بذلك ؟؟
ألم تحضر الحفل معها يا أخي
ألم تحدثها عن تجهيزاتها وقراراتها آنذاك ؟؟
ألم تكن عونا لها في الثبات على المبدأ ؟؟؟
أم أن ليلة واحدة لا تعني شيئا ،،، فقد كانت ترتدي العباية الساترة خمس سنوات من الدراسة !!
عجيب أمرنا يا أخي .. لماذا نحذف بعض الأيام من قائمة الرقابة والثبات ؟؟
وكأننا نتوسوس بأن القلم رفع عنا في تلك الساعات
فقط ...لأننا نحتفل

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

سجل ..أنا عربي


سَجِّلْ !
أنا عربي . .
ورقم بطاقتي خمسون ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ . .
وتاسِعُهم . . . سيأتي بعد صيفْ !
فهل تَغضب ؟
سجل !
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهم رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ . .
ولا أتوسَّلُ الصَّدَقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضبْ ؟
سجل !
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لَقَبِ
صَبُورٌ في بلادٍ كُلُّ ما فيها
يعيش بفَوْرةِ الغضب
أبي . . . من أسرة المحراث
لا من سادةٍ نُجُبِ
وجدي كان فلاحاً
بلا حسبٍ . . ولا نسبٍ !
يُعَلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتبِ
وبيتي ، كوخُ ناطورٍ
من الأعوادِ والقصبِ
فهل تُرضيك منزلتي ؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ !
سجل !
أنا عربي
ولون الشعر فحميُّ
ولون العين بنيُّ
وميزاتي :
على رأسي عقالٌ فوق كوفِيَّهْ
وكفي صلبةٌ كالصخر . . .
تخمشُ من يلامسها
وعنواني :
أنا من قريةٍ عزلاء . . . منسيَّهْ
شوارعها بلا أسماء
وكل رجالها . . . في الحقل والمحجرْ
فهل تغضب ؟
سجل !
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تترك لنا . . ولكل أحفادي
سوى هذي الصخورِ . .
فهل ستأخذُها
حكومتكم . . . كما قيلا !؟
إذن!
سجل . . . برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحد
ولكني . . . إذا ما جعتُ
آكلُ لحم مغتصبي
حذارِ . . . حذارِ . . . من جوعي
ومن غضبي !!


محمود درويش
 بطاقة هوية