الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

حنين غائب


أبي ...
من أين تأتي الدموع ؟
أي نهر هذا الذي يجود
سأسده بأعلى السدود
و أرقم فاه المدرار كي لا أغرق
فلربما أغيب في ألف آه ثم أصعق
كم أخشى الضياع
وكم أخشى الدموع
وكم أرجو المزيد
و كم أنسى الكثير و الكثير
و تبقى أنت ...و تبقين أنتي ...في القلب مهما صعب إستئصال شجوني من عيوني
أبواي ... من أين لي بصوتكما إذ يختلس أذناي قبل أن أنام
من أين لي بحضنكما إذ يغمراني عطفا حين العياء
من أين لي بنصحكما... إذ أصغي لهمسكما كل صباح
أبواي ... كم أشتقتكما... و كم حاز حبكما  معالي الدرجات
أحن لأمي ...و أتمنى أيام أبي رحمه الله أن تعود
و أكتب مليون رسالة لك يا أبي ثم ما ألبث أن أرسلها فلا أجد اسمك ولا أرى رقم هاتفك على قائمة أحبائي فأصنع لقاء وهمي بيني و بينك ...ثم أسهب في الوهم و الخيال
و أذكر البلاد ... و فرحة الإجتماع
 أحن لأرضي و غرفتي
و أحن لبسمة جدتي
و قصائد عمتي
و حكايا أخوتي
و أخبار جارتي
و قضية المساء لدى خالتي
حتى لصمت  الجدران مني حنين
و لعواء قطة الدار المدللة
و لشجرة البيذام وسط الدار
و طريق العابرين ما بين الدار و الجار
لكل حنيني و لكل وعودي فيا ويحي إن أخلفت و رجعت لداري برأس منكوس و وعد مخلوف و حظ منحوس ...و هذا ليس فألي فأنا أرجو الجميل و أدعو العليم أن يمن علي بتحقيق ما أريد
آمين

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

أسرى حرب

الغزو يعصر ضحاياه أمامي
و الحرب تشتعل
جنودها غرباء فاسدون
و ضحاياها ناس لاهون
بناتهم أسرى الحرب..
يفتك بهن
ينزل قدرهن
ينسيهن الحياء
يرميهن في عالم بعيدا عن عالم فاطمة الزهراء و السيدة عائشة رضي الله عنهن
و يزرع في قلوبهن الضعيفة "كن مع مستجدات عصرك :خيرها و شرها" و الثانية هي الأقوى في التأثير.
ويحي !! لم أظل في صمتي و أرى المنكر يتفشى ممن حولي ؟؟
 لم يكن محض صدفة ...كان بالتدرج حتى انتهى بهن الحال بقتل الحياء و الخروج على الحياة بنمط "كاسيات عاريات"
لم أستحمل الواقع الذي يفشي فيروساته على البنات حتى أصبحت من النمط النادر بينهن النمط الذي ما زالت فطرته الأنثاوية ترفض ما شكل الساقين وأظهر الساعدين و رفع الرأس أبراجا حتى ظننته شيء من باب الجنون ... لم أخطأ فهو الجنون بعينه
أختي لا يليق بك لبس تستحي الرجال لبسه
ردت : لأنه للبنات
قلت : أختي أتذكري  "إن لم تستحي ففعل ما شأت " تعلمناها سويا في المدرسة ؟
قالت : كفى ثرثرة
قلت : اللهم إني بلغت
كادت دموعي تسيل من الحسرة .. يتوجب علي دائما حبسها وأنا أمر في ممرات السكن حيث تمر البنات أصناف مصنفة نامصات متنمصات كاسيات عاريات رؤسهن كأسنمة البحت المائلة.
ثم ليعلمن هؤلاء و أولئك أنه ...." لا يدخلن الجنة "
و يتقين الله فاليتفكرن " لا يجدن ريحها " لبعدهن عنها بعدا شاسعا...
أمي ... أخي  : لا أحب العيش مع أسرى حرب التغريب ... أطوق لقريتي المحافظة
أخشى تدنيس فطرتي رغم أنني قوية
أخشى الكلام يا أخي فالتعذرني , فقد تحجرت القلوب و لم يعد النصح وحده كافيا
لذا , بقيت بصمتي يا أخي

 

الأحد، 23 أكتوبر 2011

أطوق لحضنك


أنكي لا تدركي يا أمي خطتي لهذا اليوم
في غرفة الدرس
و في غرفة النوم
و في طرقات جامعتي
لأنك لست بقربي
أو لأنك لم تسأليني
أو تغافلتي ضجيجي .... و طنيني
لأنك لم تتعودي مني سواه
فالتصبري أماه على برودي و سباتي
لست عجلة من أمري
فلدي الوقت الكافي
فقط اصبري
سأفعل ما تريدين
وما أريد
وما يتمناه الجميع
لأجل رضاك
سأضحي
فلا راحة بغير راحة قلبك
سأتعب ليلا
كما تعبتي من صياحي ليلا يوم إن كنت رضيعة
و سأتألم كما تألمتي لحملي و ولادتي
و سأجوع كما جعتي إذ أرضعتني لأشبع
و سأبتسم أخيرا كما تبسمي يوم ولاتي
و سأطلب منك كل ليلة دعاء يعينني
و كلمة تحضنني قبل أن أنام
فكم أحبك ... و كم يألمني بعدك
و كم أطوق لأن أكون مثلك
فالتسعدي يا أمي ببنتك
المستقبل سيروي قصصها يوم تعود
لا تطلب شيء منك سوى حضنك
لا مديح و ثناء
و إن حق لها
لأن إنجازها دين تفيه لوعدك

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

الآداب ....من جديد

ما زال الوقت مبكرا لكن يتوجب علي الإنطلاق قبل صدور الأوامر بإغلاق جسر الوصل إلى مدرسة سيبويه و الخليل بن أحمد
فهناك الكثير ما يعيق حضور دروسهم التي تعيدني طالبة في المدرسة ...
أفواج كثيرة تقصد كلية الآداب و العلوم الإجتماعية و كأنها معلم سياحي شهير لكن سياحها يذهبون لها كرها و الأقل الأقلية من قصدها حبا ...
أسير و أقطع الشارع الفاصل بيني و بين الآداب و كأنه شارع من شواع لندن لا يخلو من المركبات و العابرين ثم لتكن في الجانب الآخر غامر بتخطي السيارات وامشي مع الفوج العظيم و تخيل ماذا لو تسقط في مياه النافورات الكسولة لتتسلى قليلا قبل أن تغمض عينيك
وصلنا أخيرا...
بالكاد ستنجح من دفع باب الجانب الآخر من الممر قبل أن يدخل طالب خلسة إلي قاعة الصلاة بعدها يتطلب منك عبور متاهات مليئة بأصحاب الملابس البيضاء وقد لا تدرك أنك في مكان لنيل شرف العلم منهم من يمسك كوب الشاي ومنهم من يمسك السجارة ليزدك لوعة و نغص قبل نغص المحاضرة.
لا تقلق سوف تنجح في العبور ختاما و ستدخل آمنلا سجنك الجديد من كلية الآداب عندها اسحب كرسيك في نهاية سجنك و ترقب حارس السجن ليلقنك الدرس كرها ثم افتح كتابك و حاول جاهدا خلق عبارات تشبه عجزا من أبيات المتنبي
ليس هناك أية إعتراضات في هذا و ذاك ...لكن عيني لا تطيق أن تستقبل ضوء الشمس من خلف عدسات نظارتي مبكرا فلقد أسرفت السهر و لم أنم إلا ثلاث ساعات خلال 24 ساعة المنصرمة
اصبر ساعة و ثلث و لا تتأفف كثيرا يا قلب ... اصبر و اسمع صوت الشعر الذي تتمنى كتابته ... و استحمل فلسفة الدكتور في تصحيح أخطائنا النحوية و نحن نتكلم... اصبر و تذكر وعد ابن أختي عندما سخرت من علامته في العربية الفصل الماضي و اثبت له أنك ستحقق الامتياز قبل أن يهديك باقة من سخرياته المألوفة
بعدها اخرج من سجنك و تنفس الصعداء و لا تتفوهه بكلمة سلبية
و احلم بمسرحياتك الموعودة و قصصك المرتقبة و اسمع الناس شيئا مما تبدع به أقلامك و تذكر إنجازك و أحلامك ثم إنطلق إلى D10  في محاضرة جديدة مع مادة أخرى و اختم يومك بتحميد الله و تسبيحه .

الأحد، 9 أكتوبر 2011

سبع سنين يا أبي

سبع سنين مرت يا أبي بدونك ...آه وما أقساها من سبع ... كم إلتهبت حنجرتي وعيوني تسح دموعها الثقال على وسادتي ...وكم طالعت أخبار أقراني بين حنان أبويهم...
 سبع سنوات يا أبي وما أنت إلا ذكرى و طيف يلاحقني ليعلن عن دموع ودموع و يتركني يتيمة
آه لو تعلم ما أعددت لأرفع اسمك بإنجازاتي ...آه لو تدرني بأنني كبرت وأصبحت شابة تفهم ما قلته لها قبل سبع سنوات... آه لو ترى دموعي الحارة على أوراق كتبي وأنا أذاكر ...ذكراك تلاحقني كلما حان وقت الجلوس وحيدة أو كلما حان الحديث عن الآباء أو كلما حان وقت أسألة الناس الغريبة
لا تخش يا أبي ما زلت قوية كمثل اليوم الذي رأيتني فيه آخر مرة عندما كنا سويا لا ندرك أنها النظرة الأخيرة
كبرت كما رأيتي سابقا بعين لا ترى إلا قريبا وأذن لا تسمع إلا ضجيجا و لسان خطيب لا يكف عن الكلام ولو دقيقة وبقيت متحيرة إن كنت سأصبح الحقيقة لوصيتك أم سأكون أكثر مما تقوقعت مني قبل حلول ديسمبر الشقاء
سبع سنين يا أبي - يرحمك الله - وأنا أرنو أنا أكون شيئا حيا من خيراتك أجود لناس بعلمي وأحفظ كتاب ربي كاملا لأفعل ما فعلته أنت تحت شجرة القرية تعلم الصبية آيات الله قبل بزوغ ضوء الشمس كل صباح
إني أوقن أن الله لم يبتلينا بالفراق إلا أن يكون إزرا لنا حتى نعقد العزم و نشمر عن سواعدنا في سبيل رفع اسم من فقدنا روحه وبقت ذكراه بين فرقات دارنا الجميل مع أم أكثر من رائعة توصم الخير على نواصينا لنعلن ع ثمان أمثال منك يا أبي
فاليبارك لنا الرب
اللهم إغفر لنا و لوالدينا وجميع المسلمين
اللهم اغفر لأبي وارحمه
آمين