الأحد، 24 مارس 2013

أنني تبت الأن 4

إذاً فهي سماح ...تعرفت عليها وزارتني الليلة و حكت لي قصتها كاملة...لم تكن كئيبة كما توقعت فما زالت تبتسم ...طلبت منها أن تزورني الأربعاء مساءا مثلما فعلت أول مرة فوافقت .خرجت من غرفتي و البسمة تغمر شفتيها ثم أغلقت الباب بهدوء وبعد دقيقة عادت من جديد لتدعوني على حفل زفافها بعد أسبوعين ....
غريبة هي سماح ...قطعة من الأساطير النادرة التي يسبكها التاريخ ويوصمها في صخوره ...
قالتها قبل أن تخرج " لقد شيعت الظروف راحتي لكنها لم تشيع سعادتي....أعينيني على الثبات"

الثلاثاء، 19 مارس 2013

"إني تبت الأن" 3

هل تأنثون أيام الأسبوع أم تذكروها ؟!!
أني أذكرها وأبقي الثلاثاء أنثى تمر مرور الكرام ...دائما تحتل المركز الأول ضمن أيامي العجاف ...لكنها الثلاثاء المختلفة التي فكت عقدة الأيام المنصرمة ... أنتهى الدوام الممقت والإجباري وعدت إلى لوحة مفاتيح هاتفي أتفقد الأخبار ...فجأة رقم جديد يتصل بي ، ليس من عادتي الرد على أرقامٍ مجهولة لكن دافعٌ غريب يوصيني بالرد ...انتظرت قليلا ثم رفعت المكالمة ...بادرت بالسلام لكن ما من صوت إطلاقا ...ثم أغلقت المكالمة ...تكرر المشهد خمس مرات ...وفي السادسة سمعت صوت نشيج بكاء ...هلعني الصوت فتصنعت حديثا يجبرها على الكلام .."فاطمة ردي علي ...تكلمي... أمي تتربص قدومك صباح مساء "
- ردت بصوت مهموم "لست فاطمة"
-"فمن أنت"
- سماح ...
ـ سماح من ؟؟
ـ تعرفت عليك عندما كنا في السنة الأولى من الجامعة 
-عذرا لا أتذكرك 
- تتذكرني الهموم والأحزان وينساني الجميع 
- كفى أختي ...ما خطبك ؟

السبت، 16 مارس 2013

"أني تبت الآن"

مر يومين على الحادثة ولم أعرف الطارق ،أما عن الدفتر المرمي بجانب الباب فلا يحتوي إلا على ملاحظات دروسها الجامعية، فلقد قلبته مراراً وتكرارا تلك الليلة ويبدو أنني لم ألحظ ورقةً منفصلةً بداخله ..فبعدما عت هذا المساء بعد دوام طويل وفي قلبي هموم الفتاة ..مسكت الدفتر فسقطت منه ورقة كتب عليها.."أبي توفي وأنا في عمر الزهور...أمي ماتت على أثر كارثة "جونو"...أختي خدعتني بموعد مع صديقتها مساء يومٍ ما لكنها لم تعد حتى الآن... أخي مدمن مخدرات أخشي منه على نفسي أنا على شفا حفرة من الضياع.. أين المفر أين الطريق ؟؟" ...بكيت وأنا أرد عليها بصوت يصرخ في أعماقي المفر هو الكتاب ...الطريق هو الرشاد..تزعزعت في نفسي حسرات التقصير ولوعة المأساة ...لكنني أبحث عنك يا فتاة ...تعالي فما عاد التردد ينفع ...فقد طرق الرعب بابك وسمع العنف آهاتك ...وتحاشدت الهموم أمام حضرة قلبك ...لا تموتي بحزنك وهمك ...تعالي فغرفتي مفتوحة ...تعالي
                                                      ...يتبع

الجمعة، 15 مارس 2013

"إني تبت الآن"

بدأ السكون يخيم على المكان بعد إختفاء أصوات عجلات حقائب السفر في المجمع السكني ..إنه الأربعاء ..رحلوا لديارهم ما بين أمهم و أبيهم ..وبقيت أنا ما بين المنضدة والحاسوب لإكمال بعض واجباتي ...كانت ليلة ظلماء ساكنة، لكن ثمة أصوات غريبة تصدر بالقرب من باب الغرفة ...أحدها عطسة قصيرة،  ثم أوراق تتساقت عى الأرض ..تجاهلت كل شي لكن ما هلعني هو صوت نحيب فتاة ...ثم تجاهت كل شيء حتى انتصف الليل .رفضت الخروج من الغرفة فهواجس الوحدة تؤرقني ...فجأة سمعت طرق الباب ...عجبت من ذلك من ذا يزورني في هذا الوقت المتأخر ...بل إنه الأربعاء ..لم أرد بشيء ...لم أكن خائفة  ،لكن شكوكٌ تراودني و وساوسٌ تمنعني و وحدةٌ تفصل عقدات جرأتي...والطرقات تلح بالفتح ... وقفت بعزم ثم فتحت الباب ...يمينا ...يسارا ..ما من أحد ، لكنني سمعت صوت خطوات تبتعد عن المكان ،وأسفل الباب كتاب مبلل بالدموع....يتبع